هذا اكتاب محاولة لدراسة الثورات الشعبية العربية التي دشنتها الثورة التونسية ثم توالت تباعا في الزمان و المكان حيث استطاع بعضها أن يطيح برأس النظام ثم دخل في رحاب مرحلة انتقالية معقدة مثلما تم في كل من تونس و مصر و ليبيا ,بينما تمكن بعضها من الإطاحة برأس النظام ضمن صيغة توافقية فرضتها حالة التوازن بين القوى مثلما تم في اليمن,و بعضها مازال مشتعلا حتى اللحظة في ظل تحديات إقليمية كبيرة تضع عديد العقبات في طريقها مثلما هو حاصل في البحرينو إذا كنا قد اعتمدنا منهج المقارنة كأداة إجرائية لتحديد علاقات التشابه و الاختلاف و التمايز بين هذه الثورات ,فإن القاعدة النظرية الموجهة للبحث و المحددة لجملة استنتاجاته تنبثق من القناعة بأن علاقات الاستبداد العالمي تندرج جميعها في سياق نظام موحد يرتبط بشكل مباشر بالمركز الامبريالي الذي يتحكم بمفاصله السياسية و الاقتصادية,و يسيطر على آليات اشتغاله و اتجاهاته.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات