التصنيف : رواية

img
لست بحاجة إلى «مظاهرة» لفكّ عقدي والانتشار بأريحيّة عظيمةٍ شبيهة بتلك التي أستمتع بها في شقّتي الصّغيرة الممتعة، مع غليون، وتبغ جيّدٍ، واهتمامٍ لطيفٍ تجاه جميع الأغراض المألوفة المحيطة بي، بوفائها الذي لا يصيبه وهن.
img
كان مستعاري يسبح إلى جانبي، محاولا التّعلّق بكمّي. وكنت أرى أنّه كان خائفا لكونه أجار كخوفي من كوني بافلوفيتش. وحيث أنّنا كنّا الإثنين خائفين من الموت، فقد كنّا في مأزق لا مخرج لنا منه.
img
«وحلة الكلاب»... متّهمان في قفص الاتّهام. قفص الاتهام جزء من «مربّع العدالة الموسّع». يتوسّع مربّع العدالة بسبب «الظّروف الاستثنائيّة». ألسنا في تونس؟ وألسن بأكثر من ضمير تتكلّم بأكثر من اسم، تتناحر وتتعاضد، …فرصة نفيسة للضّحك من عالمنا المتردّي.
img
خطر عادل بذاكرتها الحيّة مرة أخرى، كانت رأت صدفة منذ أيام بالتلفزيون حفلا في بلاد أوروبية لا تعرفها، لم تفهم منه شيئا كثيرا فسألت عنه وحيدة كالعادة، فأخبرتها أنه حفل تسليم جائزة نوبل للفيزياء
img
تهاطلت هذه الأسئلة الحارة الساخرة بأمطار نارية تنكر عليها طموحها وتوثّبها وتدعوها إلى الفرار من العاصمة والعودة إلى نفطة... لكنها تمالكت قليلا... وذكرت قولة المهاتما غاندي : «كره العجز شعلة أولى في درب الإرادة»
img
وقع الاقدام على السطح يتحول الى جلبة وضوضاء. لم يعد يرهف السمع فالأصوات صارت تخترق الركام فوق القبر وتنفذ اليه بالرغم منه حادة صاخبة. انهم يزعجون راحته هنا في موته الجميل.
img
النصّ : في ما أردت منه رواية / ثورة على الإدانة الأخلاقية للعاطفة وللحس الإنساني في محاولة للخروج من التأثيم الأخلاقي (الديني عامة ) للفعل الإنساني العاطفي والحسي.
img
من اللحظات الأولى للوعي,تبقى لي هذا الإنطباع اللطيف المرعب هو,أن أن أطفو داخل مجاجة دافئة لزجة,في منأى عن الروائح و الألوان و الأصوات,مع أني بدوري رائحة و لون و صوت,كلها عابرة إلى زوال ببساطة لا متناهية.
img
كمن أفاق من حلم من حلم مرعب إعتذر بكلمات مبهمة دون أن يرفع رأسه و لملم أشلاءه حتى يترك منفذا لأحد ساكني عش من أعشاش البناية ليعبر منه .إرتفعت يده بصعوبة لتمسح عينيه و تزيل غشاوة كحلتهما .
img
هذا العمل الروائي,المشحون بشتى "الأسئلة الحائرة",إستطاع ,بلغته اليسيرة و أسلوبه السلس ,أن يعرض علينا مرآة صقيلة تعكس صورتنا على حقيقتها دونما تزويق و لا تلوين,صورة باهتة أشبه ما تكون بالشبح المخيف.لقد إهتدى بن سلطانة في روايته إلى جعلنا ترتاد منطقة الرعب
img
ألقى عباس بنفسه على كرسي في مقهى الشارع الرئيسي.و ظل يحدق في الفراغ...كل الأشياء و الموجودات إنحسرت و لم تعد أمامه إلا صورتها...عباس جاء من بعيد ,لفظته قرية نائية...ظروف المحصول و الشغل ,في المدينة لم يعد يتمتع بإشراقة الشمس,و بسمة الأقمار في الليالي
img
لأول مرة تنفلت من بين إهتمامي إمرأة و قد تعودت عليهن جميعا متشبثات بي و قد سحرتهن حتى الخدر.كنت كثيرا ماأعاني من التخلص من ملاحقاتهن مما دفعني غالبا إلى أن أكذب في تقديم معلومات عن شخصي.
img
"...و الغرابة لا تتعلق بالعنوان وحده بل بموضوع الرواية نفسه ,و إختياره مغامرة جريئة جدا لا شك في ذلك,و الغالب على الظن أنه يطرق في الرواية التونسية لأول مرة ,و ربما جازفنا فقلنا إنه لا وجود لرواية عربية تناولت بمثل هذا الوضوح و هذه الجرأة موضوعا كهذا."
img
أنا أعرف أيها القارئ أنك سريعا ما تمل.فالملل موضة هذا العصر.بل إنه نفسه و فضاؤه.لذلك,و لأنك ملول كعصرك,و لا أقصد عصر يعصر,أنصحك بأن تتجاوز هذه الصفحات إلى العنوان الثاني.
img
مازال محمد الباردي يجود من رواية إلى أخرى حتى قطع تماما مع المرحلة التقليدية الأولى المتكونة من الثلاثي و ليست ثلاثية الملاح و السفينة و مدينة الشموس الدافئة و قمح إفريقيا,و شرع في ثلاثي جديد متكون من الروايات على نار هادئة وحوش خريف و الكرنفال.