شبيلة وسوسن نجمتان رصَّعتَا سماءَ الرّواية، لهثَ النُّوري وراء شعاعِهما الشَّارد البَهِيّ بحثًا عن دَرْب الهداية وبَرْد اليقين! أرادَ أن يتفيَّأ بظلّ سوسن الظّليل فأغلقَ الأهلُ في وجهه نافذةَ الأمل إلى أن افترسَتْ حبيبتَه وحوشُ الأدغال فانكسَرَ القلبُ ونزَفَ الجرح فبكاها بالدَّم القاني! أمَّا شبيلة ففزعَ إليها مُلتاعًا وأرادَ أن يجمع أجزاءه المكسورة بين أحضانها، وغزاه شعورٌ جارفٌ بأنَّ فيها كثيراً من سوسن، أحبَّها حتّى العبادة وكاد يُجَنُّ بسبب جمالها وجفائها، وهو لا يعرفُ أنّها شقيقةُ سوسن. ومع تعاقب الأحداث عَلِمَ بصلةِ الرَّحم بينهما فصار يكلِّم سوسن فتجيبه عنها شبيلة وينفذ في وجْه شبيلة إلى وجه سوسن ؛ هما أيقونةٌ واحدة في سِفْر الجمال: وجْهُها سوسن وقفاها شبيلة، والنُّوري عاشقٌ مِهْيافٌ برَّحَ به الشّوق وأضناه الحنين!!
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات