لقد ظلت المسألة الدينية و النظام السياسي في سجال متواصل منذ أن أعلن الإنسان "خليفة في الأرض" و تفرق بنوه شعوبا و قبائل و انقسموا شيعا و مللا .و قد سال المداد غزيرا في قصة الإنسان و قضاياه منذ بدء الخليقة حتى طور تمدنه مرورا بعهود شتى كان الإنسان خلالها ينشد المقام الأفضل في كل شئ يهم وجوده و حياته.أردنا في هذه الورقات أن نبث قراءات لنا كتبناها منذ زمن و لم يتيسر لنا نشرها و هي دروس و محاضرات في سياقات مختلفة رابطها واحد و هو علاقة الديني بالسياسي لدى أمم خلت و خرى لم تزل.و إن 12هي إلا مقاربات حضارية نبين فيها أن السلطة الدينية و السلطة السياسية قد كانتا دوما في مدى تآلفهما و اختلافهما وراء استقرار الإنسان و ارتياحه أو بؤسه و كدره,و ما ذاك إلا لأن إيديولوجيا كل من السلطتين لم تكن أبدا واحدة.فما نقدم في هذه الورقات إن هي إلا قراءات نماذج لحضارات ثلاث قد تتابعت في التاريخ إلى اليوم و هي الحضارة الرومانية و الحضارة الإسلامية و الحضارة الألمانية الحديثة,و نقدمها في فصول ثلاثة:الفصل الأول:الديني و السياسي في العهد الروماني الفصل الثاني:المدينة الإسلامية في منتخبات من الجغرافيين العرب. الفصل الثالث:الحضارة الإسلامية في قراءة "لآدم متس" حيث يضمن قراءته الحضارة الألمانية في عصره.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات