يستعرض هذا الكتاب أهمّ الأحداث والأزمات التي عرفتها تونس في تلك الفترة المفصليّة من تاريخها، ليكون وثيقة تشهد على أيّام الترويكا والحراك الذي أدّى إلى إضعافها وزوالها من المشهد السياسيّ تدريجيّا. وقد اخترنا عنوان (أيّام الترويكا ـــ من خلال التلفزيون)، لتنبيه القارئ إلى الزاوية التي سنتخذها أساسا لروايتنا برصد الأدوار التي لعبها الإعلاميّون أثناء حملتهم على رؤساء الترويكا ووزرائها وأنصارها... إنّ مقارنة بسيطة بين واقع الإعلام قبل الثورة والنشاط الذي عرفه خلال فترة الانتقال الديمقراطيّ تكشف التطوّر العجيب ذي شهده ليبلغ مستوى الانقلاب من التلميع في عهد بن علي إلى التشنيع في عهد الترويكا، حيث أصبح التونسيّون تحت تأثير يوميّ لضيوفٍ تمّ اختيارهم بدقّة ليكونوا نجوما حصريّين لتضليلهم: وجوه بعينها تتنقّل من قناة إلى أخرى، وتردّد نفس الفزّاعات "لتغذية قدر كبير من الخوف من خطر إسلاميّ مزعوم". كما يقول باسكال بونيفاس في كتابه الشهير: [les intellectuels faussaires ]، حيث يفضح ألاعيب المثقّفين "المرتزقة" والصحفيّين الذين يستضيفونهم باعتبارهم جميعا "خبراء في الكذب وقلب الحقائق وتزييف الوقائع" لتوجيه الرأي العام نحو قناعات دون أخرى.