يحاول في هذا الكتاب من خلال عدد من المصادر التاريخية الأرشيفية المكتشفة حديثا، عن وضع مصر قبيل الحملة الفرنسية، وبناء على الوعي بالعلاقة بين الإيديولوجيا وكتابة التاريخ، ان يلج، بحذر شديد، عالما جديدا من المقاربات النقدية للمرجعيات المعرفية التي تمجد الذات الأوروبية. كما يحاول ابراز محدودية المثاقفة التي دهمت ارض مصر، في نهاية القرن الثامن عشر، وحدود المشروع التنويري الكولونيالي الفرنسي عبر التتبع الدقيق لآليات المواجهة والممانعة، التي صاغتها مختلف التشكيلات الإجتماعية بمصر، والتي اثبتت قدرة هذا المجتمع على تطوير دينامياته التاريخية الخاصة، بغية تعطيل مفاعيل السياسات الاستعمارية. تنطلق هذه الدراسة من واقع اسئلة عديدة من قبيل: متى دخلت مصر عصرها الحديث؟ وهل قدر عليها ان تنتقل الى هذا العصر بارادة الغزاة و في ركاب الإحتلال؟ وما موقف المصريين من ذلك؟ وهل بوسعهم ان يختاروا بين المدفع والمطبعة؟ هل كانت الحملة الفرنسية حملة استعمارية كولونيالية عابرة ام حملة تحديثية و تنويرية فارقة في تاريخ مصر؟ وهل تحول التنوير الى ايديوليجيا يحاول المنتصر / المتقدم / المستعمر ء الغازي فرضها باستمرار منذ الحملة الفرنسية الى اليوم؟
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات