ان الناظر في ساحة النماذج العلمية التي ملأت الدنيا و شغلت الناس و طالت جميع المجالات يلاحظ وجود الأنماط الأساسية التالية (هذا دون اعتبار المسائل التكنولوجية التي نستثنيها في هذه الدراسة حيث نهتم بما هو نظري فقط) 1-النماذج الرياضية:و توجد على هذا المستوى مدرستان رئيستان:أ) النموذج الرياضي بمعناه التارسكي(Tarski)و هو مجرد و لاصلة له مبدئيا بالشؤون الحسية نحته صاحبه في الثلاثينات من القرن الماضي لحل مشكل تقصير التركيب(syntaxe) و ذلك تحت تأثير النظرية الثانية لجودال(Goedel).و هذا النموذج له إرهاصاته في المنطق الرياضي و يدرس اليوم في الكليات المختصة.ب)النموذج الرياضي بمدلوله(R.Thom) المعتمد على مايسميه الكاتب بالكوارث الرياضية و هو ضرب من الرياضيات الكيفية تندرج في التبولوجيا التفاضلية التي تجذبنا بدورها إلى الهندسة التفاضلية.و هذه النمذجة التي بعثت في سبعينات القرن الماضي لها حاليا أنصارها وإن قلت سيطرتها على ماكانت عليه في الثمانينات.2) و ثمة مايمكن تسميته بالنماذج الفيزيائية و نقصد تلك النماذج المرتبطة بالواقع الحسي دون أن تغادر التجريد العقلي.ونذكر عادة على هذا الصعيد نموذج الذرة عند الفيزيائي بور (Bohr) المعروف جدا. بيد أن رقعة الواقع الحسي قد وسعت اليوم لتشمل العلوم الاقتصادية و الفلاحية و السياسية و الاجتماعية الخ….دون إلغاء المعنى الأصلي الذي وجدناه عند Bohr و من جهة أخرى فقد طرأت تغييرات على معنى التجربة و ذلك تحت تأثير تيارات فكرية معاصرة(النسقيون مثلا) و حتى نفهم جيدا هذا التصنيف لابد من البحث في الأسس الكامنة وراءها ة التي عادة مايكون لها دور توضيحي هام.ونذكر منها:1)الأسس الرياضية ونشير على هذا المستوى إلى تقسيم عام للعلم الرياضي يخص علم العدد بصفة عامة (الارتميتيقا) و الهندسة بفروعهما المختلفة هناك فعلا اختلافات بين النمذجة المستندة في تكونها الى علم العدد الدافع إلى التجريد و تلك التي تعتمد على الهندسة الأقرب إلى الاعتبارات الحسية و في هذه الحالة يكون للنماذج حيث يوجد تراوح بين العدد و الهندسة طابع نوعي.2) ولا بد أيضا من الاستنجاد بالانتولوجيا (أو الفلسفة) المصاحبة بالضرورة لكل عمل عقلي ولكل نمذجة ممكنة (كما أكد على ذلك رني توم).3)و سيكون لمفهوم البرادايم عند توماس كوهن مهمة توضيحية هامة للنماذج الفيزيائية,فقد قصد كوهن تأسيس الفيزياء و تطورها.,)
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات