ان هدف السيميائية العرفانية هو دراسة قوالب المعنى المشتركة التي تتأسس عليها الثقافة الإنسانية، ومعرفة آليات إنتاج الرموز الثقافية بمختلف وجوهها، وآليات فعلها في الثقافة و تحقيقها للتواصل البشري، والانساق التي تحكم انتظام المعنى في الوجود، وهذا ما يجعل من السيميائية العرفانية مبحثا متداخل الإختصصات، فهي تقع في تقاطع علوم ومباحث وفلسفات تحتلفة.
ويمكن القول ان ابرز حضور للسيميائية العرفانية، يتجلى في المبحث الدلالي وما يتعلق منه خاصة بدراسة الاستعارة. فلم تعد الاستعارة قضية لغوية، بل هي الية في التفكير تحكم اشتغال أذهاننا، وتتجلى في شتى رموز الثقافة، لذلك فدراسة الإستعاري، هي دراسة للأنظمة العلامية المختلفة التي تنتجها الثقافة، واللغة احد وجوهها.
وقد أردنا لهذا البحث ان يمثل اطلالة على دور الإستعارة في فهم وتحليل ضروب من الخطاب تحتلفة، فكل خطاباتنا مسكونة بالتصورات الاستعارية التي تبين جانبا هاما من تفكيرنا، وتصنع انسجام افكارنا. لذلك يمكننا القول ان كل اشتغال على الاستعارة هو بالضرورة اشتغال في فضاء الأنظمة الرمزية الثقافية، وهو بذلك اشتغال في فضاء السيميائية.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات