حوى هذا الكتاب المفيد الممتع مقالات نشرها صاحبها في بعض المجلات و الصحف اليومية التونسية,في أوقات متباعدة نسبيا,تأكيدا لدائب حرصه على أن يكون في صميم الحراك المجتمعي ببعديه الديني و الثقافي خاصة.وهو ينضاف إلى ما سبق أن وضعه أبو فيصل الأستاذ البشير الشريف من كتب و دراسات نافح بها باقتدار عن خوالد القيم التي عرف بشديد الاعتصام بها,مربيا فاضلا ,و مثقفا وطنيا.و لئن تنوعت المواضيع التي تصدى لطرقها بأسلوب الناقد الحصيف,و الملاخظ الثبت,فإن روح الإخلاص في خدمة المجتمع بتسجيل مآثر أعلامه ,و الإشادة يسخي ما كان لهم من صنوف العطاء الزكي المقدر في تسديد مسيرته كانت بلا ريب ,هي الترابط المتين بين رؤى المؤلف و مواقفه.و تتجلى هذه الروح قوية وهاجة في التعبير عن الحاجة الملحة إلى إحكام الوصل بين الثابت و المتحول في المقالات الممحضة للتذكير النافع بمواقف الأنبياء و المرسلين و بعض من تبعهم مخلصا محسنا في سبل العمل على رد المثل العليا إلى واقع ماثل تحقيقا للصالح العام و نشرا للخير و تيسيرا للانتفاع به.و نهض المؤلف بواجب كبير ذهل عنه غيره طويلا هو تخليد البطولات التي عرف بها بعض من استشهدوا نداء لتونس الخضراء الخالدة.