وبالجملة فقد تناولت هذه الخطب النّاحية العقائديّة والدّينيّة والدنيويّة والفضيلة والرّذيلة، كما تعرّضت إلى ما حدث من اضطرابات عظيمة وأحداث خطيرة في حقلي السّياسة والاجتماع لا سيما أيّام الفتنة وفترات المحنة. كذلك تناولت مشاكل الأمّة في عهديها : عهد الاستعمار والمذّلة وعهد الاستقلال والكرامة والعزّة، وبحثت الأمراض الاجتماعيّة والخلقيّة على اختلافها وأسبابها وطرق علاجها. وبذلك كانت هذه المجموعة دروس وعظ وإرشاد، كما كانت توجيها رشيدا لمجتمعنا في نهضته المباركة إلى ما يسايرها ويتماشى مع أغراضها وأهدافها، إذ رسمت طرق المجد وكشفت سبل العزّ ودعت إلى التّساند والتّكاتف وبغضت الشّقاق والنّفاق والتّخاذل، وحرّكت السّواكن وقوّت المشاعر، وركّزت العقيدة فأجلت محاسن هذا الدّين وأوضحت معالم الإيمان واليقين، وأوثقت في القلوب محبّة الوطن وأشادت بالتخلّق بالخلق الحسن. ولما اشتملت عليه هذه الخطب من تحقيق السّعادتين والفوز بالحسنيين أسميناها: “إرشاد الأمّة ومنهاج الأئمّة” عسى أن ينسج أئمّة المساجد على منوالها، ويقتبسوا من أنوارها ونبراسها، والله يهدي السّبيل عليه توكّلت وهو حسبي ونعم الوكيل