لئن اقتصر الشيخ الكناني رحمه الله في مستهل الجزء الأول من تكميل الصلحاء و الأعيان لمعالم الإيمان في أولياء القيروان على نقل ما أورده عبد الرحمان بن محمد الدباغ في كتاب معالم الإيمان في معرفة أهل القيروان,و ما عقب به عليه أبو القاسم قاسم بن عيسى بن ناجي في تكملته لكتاب الدباغ ,مستفيدا في بعض تراجمه من كتابي وفيات الأعيان لابن خلكان,و الحلل السندسية في الأخبار التونسية لأبي عبد الله الأندلسي معتمدا كلية في نهاية هذا الجزء على كتاب شفاء الأبدان في المتأخرين من صلحاء القيروان لأحمد الحربي فإن الجزء الأخير من الكتاب ,حيث ينفرد المؤلف بالترجمة لمعاصريه,يمثل موطن جدة و طرافة لا يسعنا أن نقف في كتب الطبقات و الرجال على مثيل له.أما فيما يتصل ببعض الخوارق و الكرامات المنسوبة لبعض الأعلام ,ففضلا عن تعدد إمكانية توظيفها في الدراسات الأنتروبولوجية و الاجتماعية,فإنها لا تنقص من القيمة العلمية لهذا الأثر البتة ,خاصة إذا مااعتبرنا الروح النقدية التي ميزت مقاربة الشيخ الكناني لمثل هذه المسائل .ذلك أنه لم يخف تشككه إزاء مضمون مانسب للأولياء و الصالحين من كرامات في أكثر من مناسبة
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات