تشكل البيئة محورا هاما في المشهد التونسي المعاصر.و استنادا إلى المقاربة النفسية الإجتماعية ,يبرز الخطاب البيئي الشعبي تذمرا و مخاوف من واقع صعب لا يخلو من المخاطر تارة,و يعكس قناعات و أبعادا أخلاقية و رغبات و تطلعات نحو غد أفضل تارة أخرى.و يدل هذا الخطاب في جل الحالات على نشأة وعي بيئي لدى المواطن.و تبقى بلورة هذا الوعي في الواقع اليومي رهانا صعبا لارتباطه بتحديات عدة منها:مكافحة الفقر ,و النهوض بالبنية التحتية و التوعية البيئية,و بعث البدائل الاقتصادية و التكنولوجية "البيئية"و دعم المجتمع المدني...و لكسب هذه الرهانات و رفع هذه التحديات توجب إدراج المسألة البيئية في صلب ثقافة منسجمة مع الطبيعة تؤدي إلى نمط تنموي و تضامني.و كما كانت تونس سباقة في إلهام الثورات العربية ,فهي قادرة على أن تكون نموذجا لنمط اجتماعي و بيئي جديد يحرر الإنسان من التبعية للنظم الإستعمارية و لثقافة الاستهلاك,التي ما فتئت تهدد الطبيعة و الإنسانية.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات