يُعتَبَر مؤلَّف بشير الورهاني رائدا لأنه ينخرط في ديناميكية البحث العالمي موضوعا ومنهجا. فاختياره للمعالجة الآلية للألسن يشهد على وعيه بضرورة الانصهار في سيرورة التطور الذي يشهده مجال الألسن حاليا. وتركيزه على الجانب الدلالي يؤكّد صلابة مثل هذا الاختيار: فالدراسات المتوفرة لم تخرج من دائرة المسائل الصوتية والتركيبية. وتطرح معالجة المعنى إشكاليات معقّدة تتطلب مقاربة تجعل منه المحور الرئيسي للوصف اللساني [...] ولئن أطلقنا عليه صفة الرّيادة فلأنّه على حدّ علمنا لا توجد أعمال تُطبق مثل هذه المنهجية على العربية ولأنّ الموضوع الذي اختـاره لبحثه (الأفعال الناقلة) يقطع مع الأفكار المسلّمة حول اشتغال العربية ويبرز جوانب قلّما أُخِذُتْ بعين الاعتبار في أعمال الوصف المتوفّرة. وباختياره الأفعال الناقلة فقد أمكن له طرح جميع قضايا المعالجة الآلية: الإسناد والمعمولات والتحيين.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات