يعتبر كتاب «آداب المعلّمين » الذي دوّنه محمّد بن سحنون ) 817 - 870 ( عن أبيه
الإمام عبد السّلام سحنون من أقدم وأمتع الكتب في التربية والتعليم في الإسلام، وله
فضل السبق على كلّ ما أُلّف بعده من رسائل وكتب تربويّة عديدة. ولأهميّته طُبع
مرّتين، وهذه هي الطّبعة الثّالثة التي تحترم النصّ الأصليّ بتحقيق العلاّمة حسن
حسني عبد الوهّاب والنشرة الثّانية بمراجعة وتعليق محمّد العروسي المطويّ. ورأينا
من المجدي أن نضيف، إلى النصّ الأصلي لهذا العمل، الترجمة الفرنسيّة التي قام بها،
بكلّ امتياز، المستشرق جيرار لي كونت ) Gérad Lecomte ( سنة 1953 .
ومن المسائل الأساسيّة الّتي تضمّنها هذا الكتاب :
- ما جاء في تعليم القرآن الكريم
- ما جاء في العدل بين الصبيان
- ما جاء في الأدب وما يجوز من ذلك وما لا يجوز...
ومن الثّابت أنّ كتاب «آداب المعلّمين » عرفه عدد من مشاهير العلماء والباحثين
القدامى ونقلوا عنه واستفادوا منه ومنهم الجبنياني وابن خلدون والقابسي.
يحتوي هذا الكتاب على نصوص عدّة تبيّن كثيرا من الأوضاع والأحوال التي كنّا
نجهلها عن تربية الطفل وتعليمه في فجر الإسلام وعصر بني أميّة وأوائل العصر
العبّاسي. وقد بيّنها محمّد بن سحنون بالتفصيل مرويّة عن أبيه عن شيخه مالك
بن أنس إمام المدينة وعن غيره من الأئمّة والشّيوخ الّذين عرفوا عن كثب طرائق
التربية الإسلاميّة. وبهذا الكتاب التّربويّ المرجعيّ يشارك المجمع التّونسي «بيت
الحكمة » في الاحتفال بسنة القيروان عاصمة للثّقافة الإسلاميّة ) 1430 - 2009 (.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات