الحماس والإيمان القوي بضرورة الإصلاح في المجال التربوي هما اللذان سمحا بظهور هذا الكتاب إلى عالم النشر. منذ انطلاق الشرارة الأولى لإزاحة النظام الفاسد وسقوط رأسه المتعفن، انكشفت لنا- كما لآخرين- ساحة الفعل التربوي الحر واسعة، أو هكذا بدت لنا، فبادرنا بفتح صفحة في فضاء التواصل الاجتماعي الفايسبوك تحت مسمى "من أجل إطلاق المبادرة الوطنية للإصلاح التربوي الجديد"، وجاء النص التأسيسي لها مشجعا لكل الفاعلين التربويين على المشاركة النشطة في اقتراح بدائل مستقبلية لكل مكونات المنظومة التربوية. فأقبلت أفواج المربين والباحثين التربويين على هذه الصفحة وناهز العدد الألفيْ محب للإصلاح التربوي. ومن هناك نُسجت علاقات وضُربت مواعيد وخرجت مقترحات وتحققت أعمال وتبلورت أفكار وتشكلت قوى ضغط باتجاه الإسراع بتخليص المنظومة التربوية من براثن الفساد والتعجيل بوضع أسس الإصلاح وشروطه. كما تتالت المناسبات وتعددت الحوافز والسياقات الملائمة لتتشكل مادة هذا الكتاب، فكانت تنشر أولا في تلك الصفحة التربوية الإصلاحية الافتراضية، لتفيد وتستفيد من تفاعلات الناشطين فيها، ثم تظهر تباعا في الصحافة الوطنية، مسهمة بذلك في الحوار الوطني التربوي الدائر في الأوساط الرسمية وغير الرسمية، بل باعثة عليه في بعض الأحيان، كما بلغتنا الأصداء...
لكن جزءا هاما من محتويات هذا الكتاب لم ينشر من قبل أو نشر ضمن أعمال جماعية، لكونه كان مواضيع محاضرات ألقيناها في تونس وخارج تونس (المغرب- الجزائر- اسطنبول).
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات