تكتسي دراسة الدوريّات التونسيّة أهميّة خاصّة، لأنّ تطوّر الصحافة يعكس مدى تطوّر المجتمع وتحضّره. ولا تقلّ دراسة تاريخ الصحافة أهميّة عن غيرها من الدراسات، نظرا إلى عراقة الصحافة في تونس وتنوّعها وتعدّد اتّجاهاتها، لكنّ الدراسات التاريخيّة في هذا المجال لا تزال تكتسي صبغة هامشيّة. وبالرغم عن مرور أكثر من ثلاثين سنة على استقلال تونس، فإنّنا لا نجد حتى الآن دراسة متكاملة تهتمّ بمختلف جوانب تطوّر الصحافة في تونس بتنوّع أشكالها ولغاتها وأغراضها، في حين نجد بلدانا أقلّ نموّا وثراء علميّا من تونس قد اهتمّ مؤرّخوها بدراسة تراثهم الإعلاميّ. ولا يعني ذلك أنّ الاهتمام بقطاع البحث هذا مفقود، لكنّ الدراسات المتوفّرة حاليّا جزئيّة لا تهتمّ إلاّ بمرحلة من مراحل تطوّر الصحافة )بدايات الطباعة مثلا( أو بشكل إعلاميّ معيّن )كالصحافة الأدبيّة أو الصحافة الهزليّة( أو بلغة معيّنة )مثل العربيّة( على حساب لغات أخرى. وبقطع النظر عن المعوقات اللغويّة أو الاعتبارات الإديولوجيّة، فإنّ إنجاز دراسة كهذه يواجه على ساحة البحث الفعليّ عراقيل مادّية ذات بال : فالمصادر الأساسيّة لهذه الدراسة التاريخيّة الشاملة لا تزال مشتّتة وناقصة، إن لم تكن مفقودة. ولا تفي مراكز التوثيق ولا المكتبات ولا مصالح الأرشيف بالحاجيات الضروريّة لتأريخ الصحافة التونسيّة. يعدّ هذا البحث مرحلة أولى في سبيل هذا التّأريخ. ويتضمّن فهارس حول تاريخ الصدور والدوريّة والصّنف والمضمون والاتّجاه والناشر والباعث وعنوان المقرّ بالنسبة إلى الدوريات العربيّة والعبريّة، في قسمين عربيّ وفرنسيّ.