كلنا يعرف اليوم أن الصورة هي إحدى الإشكالات المستعصية في كل المقاربات التي نحاول بواسطتها فهم مقوماتها ومتطلباتها ومستتبعاتها وذلك لأنها تملك رهانات حاسمة قد تغيّر معطيات الوضع القائم. وكلنا يعرف الدور الرئيسي الذي لعبته الصورة في إشعال شرارة الثورات العربية في تونس أولا وفي بلدان عربية أخرى عندما تجندت لذلك قناة الجزيرة لغاية في نفس يعقوب وعندما نشر الشباب صورها بالأنترنات وفي المواقع الإلكترونية عامة وبالهواتف الجوالة. ومع كل ذلك لابد من التعمق في نمط عملها لأننا اليوم، مع وفرة الصو، وأمام الخلط بين التخييل والتمثيل الأمين، وبين الحقيقة والوهم. ألا يحق لنا وضع موضع الشك فعالبة الصورة في البحث عن الحقيقة ومداها التوثيقي؟ أليس التلاعب بالصورة وتورطها في الفعل الإيديولوجي والخلط بين التمثيل الأمين والتخييل الهجين يجعلنا كل ذلك في ريبة من قدرتها على كشف الحقيقة؟ فكتابنا هذا يحاول تقديم إجابة ممكنة لإشكال الصورة اعتمادا على معطياتها الفكرية والثقافية والجمالية والاجتماعية والسياسية.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات