ان لغة الشابي الشعرية لا ينكفئ لها مد و ليس لتعدد دلالاتها حد و لا لثراء احتماليتها نهاية.انها كالكون في تمدده و كالربيع في تجدده,فكلماته تفيض و لا تغيض,تتقد و لا تخبو,تشرق و لا تغرب,و ليست كلماته علامات و انما هي كائنات. و لم يكن شعره يهدف بالدرجة الاولى الى توصيل المعنى و لا الى التجميل البديعي او التقرير و التحليل ,و انما يهدف الى التاثير و الايحاء ,و شعره في الغزل المادي الانساني و في غيره من الاغراض هو في حقيقته نتاج مخاض عصي لاشراق بصيرته ووثوب خياله و هيمنة الايقاع عليه قبل التشكيل و سفر مضن الى افاق من اللعة الشعرية و الالحان الراسخة و الصور الفنية الرائعة.حين تقرا شعره تخال انك تغني لما انطوى عليه من موسيقى بديعة و من ايقاع داخلي اضفيا على صوره بهاء و على اغراضه رونقا لا يدانى,فشعره ملحن اساسا و لا يحتاج الى تلحين,و تفرده يرتد الى جمال موسيقاه و جدة اغراضه و بهما تحققت نقلة لافتة للشعر العربي الحديث في المغرب و المشرق على السواء.لقد اتجه الشابي باشواقه بالدرجة الاولى الى المراة و الطبيعة و الوطن و الحرية و الى جوهر الشعر ,ومن ثم اشرقت في شعره شمس اللغة و الصورة و الروح.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات