يعتبر كتاب معارج القدس المرجع الأساسي في دراسة النفس عند الغزالي,حيث صب فيه جل آرائه في النفس و العقل,بالإضافة إلى مقتطفات متفرقة تتعلق بنفس الموضوع في كتبه الأخرى و هذا الكتاب من الكتب التي نوه بها ,و أعلن رضاه عنها,و لفت إليها,لكسب سناها و اغتنام هداها.و قال إنه دل عليها و أبداها تقربا إلى الإخوان الذين لهم وفور العقل,و صفاء الذهن,و صحة الغريزة,و اتقاد القريحة,و حدة الخاطر,و جودة الذكاء و الفطنة و جزالة الرأي و حسن الفهم,تخليدا للعلم و توريثا له.و قد صدر الإمام كتابه بما يكشف عن محتواه ,فهو يقول:"و نحن نعرج في هذا الكتاب من مدارج معرفة النفس إلى معرفة الحق جل جلاله و نذكر ما تؤدي إليه البراهين من حال النفس الإنسانية,و لباب ما وقف عليه البحث الشافي من أمرها,و كونها منزهة عن صفات الإجسام و معرفة قواها و جنودها,و معرفة حدوثها و بقائها و سعادتها و شقاوتها بعد المفارقة ,على وجه يكشف الغطاء ,و يرفع الحجاب و يدل على الأسرار المخزونة و العلوم المكنونة المضنون بها على غير أهلها ,ثم ختمنا فصول معرفة النفس ,فحينئذ تنعطف على معرفة الحق
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات