استعرض المؤلّف في بداية بحثه المحاولات الكثيرة لتعريف الرواية في الدراسات النقديّة، ورأى أنّها لم تتوصّل إلى تحديد نهائيّ لأسباب تعود إلى طبيعة الرواية نفسها. واستوقفه بحث «لميشال بيتور » حول تقنيّات الرواية، خلص فيه إلى أنّها مساحة زمانيّة وفضاء مكانيّ وشخصيّات وعالم حافل بالأشياء والأحداث. ثمّ لاحظ إعراض العديد من الباحثين التونسيّين عن دراسة الرواية التونسيّة وبيّن أسبابه، واستثنى بالخصوص فريد غازي في كتابه «الرواية والقصّة في تونس » الصادر بالفرنسية سنة 1970 ، واعتبره أوّل عمل لافت للانتباه في هذا المجال لأنّه طرح فيه القضايا الهامّة المتّصلة بالواقع الإنسانيّ والاجتماعيّ، والصراع بين القيم التقليديّة الموروثة والقيم الجديدة، وتأزّم العائلة، ومشاكل الزواج، وغيرها. ويعدّ فريد غازي من الأوائل الذين تفطّنوا إلى مكانة المسعدي والدوعاجي في الأدب التونسي المعاصر. ومن أبرز محاور البحث في هذا الكتاب : 1 - نظام السرد بين امتداد الفضاء وحركيّة الزمن. 2 - الشخصيّات الروائيّة بين واقع الذات والوجود في مدلوله الاجتماعيّ الحضاريّ والإنسانيّ. 3 - إشكاليّة التقليد والتجديد. 4 - الرواية التونسيّة والتاريخ. 5 - بين الواقع والتجريد وإشكالية الهويّة. ويتساءل المؤلف في الخاتمة : متى تصبح الرواية حلما واقعيا وواقعا حالما يتسامى عن التبسيط وآلية العرض والوصف أو التعتيم المجاني؟