تفتّحت قريحة «كسي بينرو » منذ أوّل شبابه على قول الشعر، وهو في عهد
الدراسة، وأصدر ديوانين في الخمسينات من القرن الماضي. ثمّ درس اللغة الفرنسيّة
بجامعة «نانكين »، وتابع بعد ذلك دراسته العليا بمدينة «غرونبل » بفرنسا. وامتهن
الصحافة فتقلّد إدارة الوكالة الصينيّة للأنباء بإفريقيا الوسطى ومصر وتونس.
وأثناء إقامته الثانية ببلادنا نظم هذه الأشعار باللغتين الصينيّة والفرنسيّة.
تتناول هذه الأشعار أغراضا مألوفة في الشعر قديما وحديثا هي الحبّ والطبيعة
والحياة، لكنّ «كسي بينرو » انتهج فيها منهج التراث الأدبيّ الصيني، يغذيه تأثره
«بطاغور » الهنديّ و «هوقو » الفرنسيّ و «بوشكين » الروسيّ. ولقد نظم هذه
الباقة من الأشعار بتونس التي استهوته، على حدّ قوله : «بسمائها الزرقاء، بابتسامتها،
بلطفها، بنصاعة ألوانها وبهاء أنوارها .»
ها هي زهرة من أزهار تلك الباقة : «لو كانت الحياة... »
لو كانت الحياة بدون صداقة لو كانت الحياة بدون رجاء
لشعرنا أنّنا غرباء لانغمسنا في الظلماء
وإن وُجِدنا بأكثر الأماكن أنسا. وإن كان اليوم مشمسا.
لو كانت الحياة بدون تفاهم لو كانت الحياة بدون حرّية
لشعرنا بأنّنا تجمّدنا لشعرنا بأنّنا سجناء
وإن وجدنا بأكثر الأماكن حياة. وإن وجدنا بفراديس الجنان.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات