صدر هذا الكتاب في طبعة أولى سنة 1912 . وهو من بواكير إنتاج مؤرّخ تونس
الكبير المرحوم حسن حسني عبد الوهّاب. ثم أعاد المرحوم محمّد العروسي المطوي
نشره في طبعة ثانية سنة 1970 ، وزاد عليه بعض التعليقات والتصحيحات الضروريّة.
وتصدر هذه الطبعة الثالثة عن بيت الحكمة، بمناسبة الاحتفاء، سنة 2009 ، بالقيروان
عاصمة للثّقافة الإسلاميّة.
هذا الكتاب تعريف تاريخيّ موجز بالقيروان وبمعالمها وبشخصيّتين اشتهرتا فيها
واشتهرت هي بهما في القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي، أوّلهما أميرها
الصنهاجي المعزّ بن باديس وثانيهما شاعرها الحسن بن رشيق ) 1000 - 1064 م(
الذي أصبح سنة 1019 م شاعرا ببلاط المعزّ وواحدا من أصفيائه. وما فتئت حظوته
تتزايد بفضل أدبه وظرفه وما ناله شعره من إعجاب وإقبال لا مثيل له حتى في بلاد
صقليّة والأندلس. وبسبب مكانته من الأمير، اضطرّ إلى مجابهة العديد من الحسّاد
والمناوئين. وكان من أشدّهم إصرارا وأخطرهم عليه منافسه ابن شرف. وكان
المعزّ يغذّي هذه المنافسة ويذكي نارها بما يثيره من المساجلات والمعارك الشعريّة
الحقيقيّة.
وعند سقوط القيروان وتخريبها على أيدي بني هلال سنة 1057 م، التحق ابن
رشيق بالمعزّ وحاشيته بالمهديّة، وظلّ يمدحه كما يمدح ابنه تميما، عامله على هذه
المدينة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات