الكتاب شريط مصوّر فعلا يحتوي على 32 فصلا هيّ بمثابة شهادات أو يوميّات الثّورة التونسيّة منذ انطلاقها يوم 17 ديسمبر ، يوم أحرق الشّاب محمّد البوعزيزي نفسه أمام مقرّ ولاية سيدي بوزيد احتجاجا منه على الظّلم و القهر..و لم يكن ذلك الشّاب إلا صورة للآلاف من شباب تونس ..الشّباب اليائس و المحتجّ والغاضب :
” انتشر البوليس بين المحتجّين بهراواته و التقط الأهالي حجاراتهم..
كان البوليس يضرب الأهالي
و كان الأهالي يرجمون الشّيطان..
عزّز الأهالي أنفسهم بالإرادة و التحدّي..
و عزّز البوليس مواجهتهم بالكلاب المدرّبة و القنابل المسيلة للدّموع..
هذا ما جعل الأهالي يغيّرون تلقائيّا موقفهم من الاحتجاج إلى..الغضب..
و اندلعت ثورة الغضب..”(ص24).
و تابعت الكاتبة وقائع الثّورة انطلاقا من بيتها الصّغير رفقة ابنتها الحائرة و المتسائلة و من بيتها الافتراضي أي الفايسبوك ، ذلك الفضاء الذي ساهم بقدر كبير في انتشار رقعة الغضب في كامل معتمديات سيدي بوزيد ثم تالة والقصرين و كامل مدن الجنوب لتصل إلى شوارع تونس العاصمة…
الفايس بوك ، فعلا أجّج الغضب الشّعبي بنشر فيديوهات و تقارير صدمت التونسيّين و نزعت عنهم غشاء الخوف والصّمت و أعلن موت كافة وسائل الإعلام الوطنيّة
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات