من الصعب أن تحدّد من كازنتزاكي في رواية "حديقة الصخور".. فهو هنا كلّ وجوهه المتعدّدة و ما أكثرها .. الرّوائيّ يكتب حكايته، و الشاعر ينظم قصيدته، و المسافر يدوّن مذكّرات رحلاته، و الفيلسوف يتأمّل العالم و ذاته، و السّياسيّ يلاحظ انهيار العالم و أكاذيب الإيديولوجيا..
لقد تأثّر كازنتزاكي بنيتشه و برغسون و ماركس. فكره مزيج من كلّ تلك الفلسفات و في روحه تمزّق متجانس بين السّماويّ و الوضعيّ و خارجهما، بين حكمة الشرق الأقصى مختزلة في بوذا و الكثير من مسيحية الغرب و علمانيّة الشّيوعيّين في العالم.. لا يقلقه تناقضه، بل يرى في ذلك عمق الوجود الإنسانيّ و خلاصة مأساته و خلاصه..
على امتداد صفحات الرواية تطالعنا المدن و الوجوه في رحلة لا تنتهي بين عشرات الأماكن و مئات البشر .. لا شيء من ذلك يهمّ فعلا بقدر ما تهمّ التّجربة من ورائها و الحكمة من وجودها..
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات