هذا الوجه من الدراسات طريف وجد عناية أكبر لدى بعض المستشرقين ممن رأوا أن كثيرا من أسرار العربية الفصحى لا يوجد حلها إلا في عامياتها,لأن اللغة و تقصي حقائقها لا يمكن أن يقفا عند حدود الفصاحة.فالناظر في الوضع اللساني في تونس يرى أنه يتميز بتداخل لغوي معقد ,قام على مظهرين رئيسيين أولهما ثنائية لغوية بين العربية و الفرنسية خاصة,و ثانيهما ازدواجية لغوية في صلب العربية ذاتها بين المستوى الفصيح المستعمل خاصة في التعليم و في المكتوب,و العامية المستعملة في الخطاب الشفوي و في المعاملات اليومية,و فيها ترسبات قديمة أمازيغية و بونية و لاتينية و يونانية و إسبانية و تركية و إيطالية و فرنسية..لكن الرسميين في التعليم و في السياسة لا يتحدثون إلا عن الفصحى ,فنظروا إلى هذا التداخل على أنه عيب أو عبء ,و لم يعتبروه ميزة يمكن أن تتحول إلى عنصر قوة.و بسبب المفاضلة بين الفصحى و العامية, أحجم الدارسون عن فتح هذا الباب لما فيه من مخاطر.فشحت الدراسات اللسانية في هذا المجال,و لم يكن الموجود منها قادرا على وصف الخصوصيات اللسانية بين العامية و الفصحى.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات