تعرّض المؤلّف في هذه الدراسات حول المعجم العربي إلى عنصرين متكاملين
متّصلين مباشرة بماضيه وحاضره. يتعلّق العنصر الأوّل بالمعجم منهجا وتاريخا
للتعمّق، ولو جزئيّا، في ما ظلّ غامضا سواء في مستوى التأريخ له ولمؤلّفيه أو في
وصف مناهجه وتأويلها. من ذلك مثلا : طريقة ابن منظور في تحرير مادّة «لسان
العرب »، ومكانة «مخصّص » ابن سيده من المعجمية العربية المعاصرة، والتّراث
المعجمي والمعاصرة : معجم «المهذب » للسيوطي، ومعجم «الكتاب » لسيبويه...
ويتعلّق العنصر الثاني بقراءة المعجم العربي القديم أو الحديث قراءة جديدة
بالاعتماد خاصّة على معطيات من اللسانيات الحديثة، وذلك قصد استقراء محاولاته
الجريئة تنظيرا وتطبيقا. من ذلك مثلا : ابن فارس ونظريّة النحت العربية المغبونة،
ومعرّب الجواليقي : مقاربة لسانية ومعجمية، وابن منظور ومفهوم المدوّنة، والمعجم
العربي على ضوء اللسانيات الحديثة : القدرة اللغوية والتعريف، ومتى يصبح المعجم
بنية ونظاما؟، والاستيعاب في المعجم العربي : مناسبات التعويض والسياق، والتراث
النحوي العربي الإسلامي...
وينتهي الكتاب بجملة من القراءات في المعجميّة العربية المعاصرة، فيتناول
بالدرس، والنقد عدّة معاجم منها «قاموس اللّسانيات » لعبد السلام المسدّي و «معجم
المصطلحات اللّغوية والصوتيّة » لخليل إبراهيم حماش و «معجم علم اللغة النظريّ »
لمحمّد علي الخولي و «المصطلح الأعجمي في كتب الطبّ والصيدلة العربيّة »
لإبراهيم بن مراد…
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات