وقد كان قصدنا إذن أن نجعل من هذا المعجم تعبيراً عن ميدان بحث نظرنا إليه في تنوعه لا أن يكون تعبيرًا عن عقيدة مؤلفيه فحسب كما هو الحال في بعض المؤلّفات الأخرى. لكن لم يكن باستطاعتنا أن نرضى بما جاء واتّفق، وأن نقدم مشهداً مفاهيمياً تعمّه الفوضى. وعليه أجهدنا النفس في أن نحدّد لنا وجهة بدت لنا واقعية. وسجّلنا الميادين المختلفة الموجودة في حقل الدراسات المعنية بالخطاب واستعنّا بالمختصّين، وهم منضوُون ضمن فرق بحث، لدراستها، ومن البديهي أنه سرعان ما تبيّن لنا أن بعض المصطلحات كان وقفاً على ميدان من الميادين («المهون» - «الاقتحام») وأن بعضها الآخر كان مشتركاً بين ميادين كثيرة وإن بمعان مختلفة («أرشيف»، «الاستهواء») في حين يمكنك اعتبار قسم آخر منها مخترقاً ميادين عديدة («خطاب»، «ملفوظ»، «جنس»). ولذلك كان علينا، حتى نتجنّب كثرة التشتّت أو الوقوع في التكرار والإعادة، أن نوزّع المسائل توزيعاً متوازناً، وأن نحتفظ لأنفسنا بأكثر الألفاظ المخترقة والعمل أحياناً، وفي المدخل الواحد، على وضع أكثر من تعريف وجهاً لوجه. وإضافة إلى ما قلنا استنجدنا بالنسبة إلى مداخل قليلة لم يكن المسؤولون عن المعجم ولا الفرق المشاركة في المشروع قادرين على معالجتها أو راغبين فيها، بباحثين من اختصاصات مجاورة.