هي رواية بطعم الفاكهة، تبدؤها فإذا أنت متورّط فيها حدّ المتعة، تنال من كلّ حواسّك و تسحبك من عالمك إلى عالمها فلا تستطيع لها تركا و لا منها فكاكا قبل أن تقرأ الجملة الأخيرة.. رواية شحيحة الشخصيّات قليلة الأحداث يمكن تلخيصها في كلمة "نيرودا" و هو ممدّد على فراش المرض ردّا على ساعي بريده "ماريو خيمينث" و هو يسأله عمّا يشعر .. فيجيبه بكلّ بساطة و عمق: "أشعر بأنّي أحتضر . و باستثناء ذلك ليس هناك ما هو خطير".
أيّة مفارقة أجمل من لعبة اللغة توحي و تسخر و تمكر؟ لغة هي النّسيج و اللّباس و الرّائحة و الالتباس. تلتبس عليك الأحداث فلا تعرف ما الواقع و ما الخيال و ما السّحر. و تلتبس عليك الشخوص و الشخصيّات و الأشخاص فتتساءل: من البطل؟ و لا جواب .. كلّهم أبطال و لا بطل.
نحن إزاء رواية علامة في تاريخ الأدب العالمي. علامة تنساب المتعة مع سطورها كخدر الحبّ في العروق لذلك فهي تكره القارئ العاديّ و تنشد قارئا شبقا لا ينتهي من الصفحة حتّى يستزيد إلى أن يفقد الوعي ... أي يسترجعه.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات