تعد نظرية الواجب الأخلاقي في الممارسة الإعلامية نظرية جزئية ضمن نظرية الحتمية القيمية في الإعلام و انبثقت من دراسة التراث القيمي و الفلسفات الأخلاقية الغربية وواقع الممارسة الإعلامية محليا و إقليميا و عالميا. و هي بذلك تتخذ طابعا إنسانيا يمتد في الزمان و المكان.و تدخل "نظرية الواجب الأخلاقي في الممارسة الإعلامية" في إطار مبدأ "ما ينبغي أن يكون" انطلاقا من القيمة و كذلك إسهامات الفلسفات الأخلاقية العقلانية القائمة على المبادئ (deontology) و هي نظرية معيارية تمثل نقلة نوعية من المسؤولية الاجتماعية إلى المسؤولية الأخلاقية في الممارسة الإعلامية في الحالة المعاصرة.و يعني "الواجب"في صورته الأولية الوعى الفردي القائم على القناعة الذاتية انطلاقا من منظومة قيمية ملازمة في التفاعل مع الواقع.و ليس الواجب أمرا مفروضا و إلا انتفت صبغته الأخلاقية ,إذ أنه يشير,بدلا من ذلك إلى إحساس الفرد الداخلي بالدافع الأخلاقي الذي يجعله يتخذ القرارات الأخلاقية اليومية في الكتابة و التغطية الإعلامية مشدودا في ذلك إلى نظام من التفكير القيمي الثابت و المتجدد.أما الأخلاق ,فعلم و إيمان يمكن القائم بالاتصال من معرفة الحق من الباطل ,أو الخير من الشر أو الأخلاقي من غير الأخلاقي...و تمس نظرية الواجب الأخلاقي في الممارسة الإعلامية كلا من الجانب الأكاديمي إذ تعد فرعا من التنظير الأخلاقي الفلسفي و الديني و الجانب المهني المتمثل في المرجعية الأخلاقية التي يمكن أن تنير و توجه الممارس و المؤسسة الإعلامية في عملية اتخاذات القرارات الخاصة بالتغطية الإعلامية في المضمون و الأداء و نحسب أن هذه النظرية تسهم في تطوير و ترقية الوعي الأخلاقي في الممارسة الإعلامية بما يخدم الفرد و المجتمع ثقافيا و حضاريا و إنسانيا...
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات