يعالج هذا المؤلف الشروخ البنيوية التي أحدثها الإعلام على المعالم الأثرية التي تقع على أطراف الثقافة ولكنها تشكلها إن في الناقل (الوسيلة) أو المحمول (الرسالة). وقد دأبت الكتابات (البيانية) التي نسجت خيوطها على منوال نموذج (لاسويل) على مقاربة (التأثير) من زاوية الأثر (المباشر المنسوب إلى المتلقي) على (الرأي) أو (المواقف) أو (الاتجاه) أو (السلوك) دون منظومة مفاهيمية من جهة دون المساس بالأسس الجانبية التي تؤسس الثقافة. وأدي هذا التقليد الخام إلى تسطيح مسألة الأثر واعتبار الملتقى أنموذجا بدلا من أن يكون منتجا ثقافيا على قدر نوع ومستوى التنشئة الثقافية التي شكلته على هذا الحال. يسعى إسهامنا هذا إلى النفوذ إلى التحولات التي يولدها الإعلام على البنيات الثقافية الكامنة غير الشعورية (ما سميناه بالرواسب) و التي يرتد صداها في الفعل الثقافي على مستوى الفرد أو الكتل الاجتماعية بالمنطقة العربية.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات