يمثّل القضاء في حياة المجتمعات الإسلاميّة دلالات بليغة باعتباره أداة للفصل بين
الناس عند خصوماتهم وحسما للتداعي وقطعا للتنازع فيما بينهم، كما عرّفه ابن
خلدون.
وفي البلاد التونسيّة، تداول على خطة القضاء علماء مشهورون دوّنوا كتبا فقهية
قيّمة انتشرت بين القضاة أنفسهم. ولئن كانت أخبارهم مبثوثة في كتب التراجم
فقد عسر على الباحثين العثور على كتاب مستقلّ اعتنى بجمع أولائك القضاة.
ولاشكّ أن خلّو المكتبة التونسية من مثل ذلك الكتاب هو الذي حفز الشيخ محمد
الجودي التميمي القيرواني )المتوفّى سنة 1943 ( على تأليف هذا الكتاب. وقد جعله
شاملا جامعا من عهد الفتح الإسلامي إلى أربعينات القرن العشرين.
ولقد تولّى الأستاذ أنس العلاني تحقيق المخطوط ومراجعته وإكماله بإضافة من
تولّى خطة القضاء حتى تمّ توحيدها في تونس.
وفي الباب الأوّل من الكتاب تعريف بالمؤلف وبآثاره العلميّة ومنهجه ثم بسطة
عن القضاء بمدينة القيروان )تولّي منصب القاضي، مكان انتصابه وطريقة التخاصم
لديه، القضاء والجهل، طابع القاضي، القضاء بالمذهب المالكي(.
وفي الباب الثاني استعراض تاريخيّ لمن تولّوا خطّة القضاء وعددهم 133 ومعلومات
ضافية عن مكانتهم العلمية ومآثرهم في مجال القضاء. وينتهي الكتاب بجملة من
الفهارس المفيدة )آيات، أحاديث، مراجع...(.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات