تنطوي هذه الدراسة رغم حجمها الصغير على جهد فكري مميز,و رصيد معرفي ضخم,ورؤية تاريخية ناقدة تختزل في جملتها مشروعا كبيرا يقترحه "محمد هشام بوعتور "لقراءة مغايرة و بناءة للأوضاع الصعبة التي تمر بها ثورات "الربيع العربي" في هذا القطر أو ذاك.خصوصية الوعي الذي يرسم ملامحه هذا الكتاب تتميز بأنها تقوم على حركة لولبية فيها ذهاب و إياب بين الحاضر و الماضي ,و منها إى الآني المستعجل المنفتح على المستقبلي القادم.3ما تقتضيه العودة إلى أصل الدين و عقيدة التوحيد هو العمل على تخليص الدين من الدولة ليتمكن م رسة دوره بكل حرية في تأطير جماعة المؤمنين و مدهم بالقيم و الأخلاق لتماسك الجماعة(بما فيما ذلك القيم السياسية و أهمها الوجوب الديني للإهتمام بالشأن العام و المشاركة فيه و رفض الظلم ووجوب مساندة المظلوم.و العمل على إرساء العدل و حماية المال العام...) و قيام "الأمة"بإعادة بناء الدولة كمؤسسة اجتماعية تستمد شرعيتها من اختيار غالبية أفرادها.و من مصلحتهم في وجودها و القطع مع سمتها التاريخية المتواصلة منذ الفتنة الكبرى كمؤسسة منخلعة عن المجتمع,قادرة على الاستيلاء على السلطة تعمل على تبرير وجودها و تعسفها من خلال العمل على الهيمنة على الدين و تفسيره على مقتضى حاجاتها"."إن هذا النص و هو يبحث في الجذور التاريخية و الثقافية لنشأة مطلب تطبيق الشريعة و الإسلام السياسي الحديث ,يبين حدود هذا المسار و ينقده بقدر ما يبرر و يتفهم وجوده في طرح يقترح على دعاة الحداثة قراءة للظاهرة تدعو إلى مراجعة موقفهم منها و طريقة تعاملهم معها و هو بذلك يحاول أن يضع أساسا للوحدة الوطنية ينفي أسباب الانقسام و الإستقطاب الثنائي الذي ساد قبل و بعد ثورات الشعب العربي.كما يبين إمكانية و ضرورة أن ينتج مجتمع ما بعد الثورة حداثته التي يحتاجها انطلاقا من ذاته و من ثقافته".
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات