يتضمّن هذا الكتاب ترجمة عربيّة من الفرنسيّة لأربعة أبحاث لموريس قروس
وهي : المناهج في النحو، بنية الجمل البسيطة في اللغة الفرنسيّة، التشكيل الصوريّ
للّغات الطبيعيّة، التركيب النحويّ والحصر الإعلاميّ.
ومن خلال ما أُنجِز إلى حدّ الآن من دراسات، يمكن اعتبار العنصر اللساني القاعديّ
هو الجملة غير المركّبة لا الكلمة. هذه فرضيّة تتحتّم دلاليّا، وهي أيضا ضروريّة
لتفسير عدد كبير من الوقائع التركيبيّة المركّبة. وتعدّ لوحات موريس قروس
النحويّة تطبيقا مباشرا لهذه النظريّة. فمدخل الفعل المعجميّ )أي الخطّ من خطوط
المصفوفة( يطابق في الحقيقة مجموع الجمل غير المركّبة التي يمكن إقامتها
باعتماد هذا الفعل أو مشتقّاته المحتملة، وقد اتّضح أن معجم الجمل غير المركّبة
ونحوها لا يفترقان. إنّ نظريّة النحو/ المعجم هذه هي التي أتاحت دمج الوقائع
العديدة المعقّدة. وتؤكّد الدراسات المتعلّقة بلغات أخرى عموميّة هذه النظريّة، مثل
أطروحات تتناول نحو العربيّة أعدّها عمرو حلمي إبراهيم من مصر، ومحمّد شاد من
المغرب وصالح الكشو من تونس. وبيّنت هذه الدراسات أنّه بالإمكان إقامة نحو/ معجم
على هذا الأساس خاصّ باللغة العربية.
ولقد سمحت أيضا نظريّة النحو/ المعجم حاليّا بتحسّس التطبيقات الإعلاميّة
الدقيقة مثل الترجمة الآليّة أو التخاطب باللغات الطبيعيّة )أو ما يقاربها( بين الإنسان
والآلة. وقد أقيم الدليل فعلا على أنّ الوصف المقدّم ههنا قابل للتطبيق على كامل
مظاهر اللغات الطبيعيّة أو بعض لغاتها التقنيّة الفرعيّة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات