صدر هذا الكتاب بالألمانية سنة 1837 . وقد ألّفه المبشّر كرستيان إيفالد، وروى
فيه رحلته إلى تونس وطرابلس بهدف التبشير بدين المسيح لدى اليهود – وكان
هو نفسه من أصل يهودي – ولدى المسلمين أيضا. وقد تحدّث عنه الرحّالة الألماني
بوكلير وعن نشاطه التبشيريّ مؤكّدا ببعض التهكّم فشله الذريع في تنصير أيّ كان
رغم الكمّيات الهائلة من الأناجيل التي كان يجود بها.
ففي ماي 1835 بارح إيفالد تونس صوب طرابلس وقادَتْه رحلته إلى سليمان ونابل
والحمامات وهرقلة وسوسة والمنستير والمهديّة والجم وصفاقس وقابس وجربة.
وبعد أن قضّى بطرابلس حوالي شهرين، قفل راجعا إلى تونس، ثمّ دوّن ما جدّ في
رحلته هذه ذهابا وإيابا من وقائع وأحداث ومن مواقف ومشاهد تكتسي اليوم أهميّة
وثائقيّة. فقد روى مثلا إقامته في قابس في ضيافة «فيلسوف » مالطي، وتحدّث عن
الحرب الأهليّة التي اندلعت بطرابلس وما انجرّ عنها، وتعرّض لمتاعب الحَجْر الصحيّ
عند عودته إلى جربة، الخ...
ومن طرائف هذه الرحلة وصف إيفالد للاحتفال بعودة الوزير شاكير صاحب
الطابع من استانبول والحفل الرسمي الذي انتظم بقصر باردو حيث سلّم مولاه
الجديد مصطفى فرمان المبايعة والقفطان من لدن السلطان العثماني. كما أمعن في
وصف حفل زفاف هذا الوزير نفسه يتقدّمه موكب من الخيالة تفنّنوا في «العدو
السريع وشحن بنادقهم الطويلة أثناء العدو وإطلاق النار منها ». أمّا ما ذكره عن
الدين الإسلامي فلم يسلم من الأخطاء الفادحة التي تدلّ على عدم تخلّصه من منظاره
التبشيري للحديث عن شريعة البلاد التي زارها.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات