أصدر المجمع التونسي بيت الحكمة هذا الكتاب سنة 1989 بمناسبة الاحتفال
بمائويّة مؤلّفه، وهذه هي الطبعة الثانية. وتحتلّ ترجمة محمد بيرم الخامس المجلّد
الأوّل، ويليها كتاب «القطر التونسي » في المجلّد الثاني، ثم «أحوال أهل الأرض »
في المجلّد الثالث، و «الأقطار الإسلامية » في المجلّد الرابع، و «الأقطار المسيحية »
في المجلّد الخامس، ثم كتاب الفهارس في المجلّد السادس.
ولقد تجاوز الكتاب المخصّص للقطر التونسي كتب الرحلات ليصبح دائرة معارف
حول بلادنا تفتح أبوابا عريضة للبحث، ومنها تقييم مواقف محمد بيرم الخامس من
المصلحين الّذين اصطلح على تسميتهم بجماعة خير الدين التونسي. ذلك أنّ محمد
بيرم الخامس يبدو أكثر تفتّحا على المخترعات العلميّة ووسائل العيش الحديثة من
أحمد بن أبي الضيّاف مثلا، وأكثر وعيا بالظاهرة الاستعماريّة وأكثر تفطّنا إلى
المسائل الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة.
وفي أسفاره إلى الأقطار المسيحيّة يقارن المؤلّف بين أوضاع هذه الدول وأوضاع
العالم الإسلامي، ويبرز كلّما سنحت له الفرصة تأثير النظام السياسيّ وتحرّره على
التقدّم الاجتماعيّ والرخاء الاقتصاديّ. كما يبرز محاسن التنظيمات القضائية الجيّدة
وانتشار التعليم. وبذلك نفهم أنّ غاية المؤلّف هي التنبيه إلى «ما ينبغي للأمّة
الإسلاميّة اتخاذه من زيادة بث المعارف وما تثمره من الخيرات .
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات