هذا الكتاب تضافرت في إكمال مادّته وإحكام صورته جهود علماء اختلفت عصورهم
وبلدانهم واتّفقوا في تقديرهم للهندسة واعتبار منزلتها بين العلوم، وهم : أقليدس
اليوناني ومحمّد السمرقندي وموسى قاضي زاده الرومي والدكتور محمّد سويسي.
أمّا أقليدس)حوالي 330 ق.م إلى 275 ق.م( فهو صاحب كتاب في الهندسة مشهور،
سمّاه المسلمون كتاب «الأصول »، وقد كان له الفضل في جمع الحقائق الهندسيّة
المعروفة في زمنه ولمّ شتاتها وترتيبها وإضافة استنباطاته الخاصّة إليها، مدعّما كل
ذلك بالبراهين الوثيقة الدقيقة.
وأمّا محمّد شمس الدين الحسيني السمرقندي المتوفّى في حدود سنة 600 ه/ 1203 م،
فهو مؤلف «أشكال التأسيس »، وهي خمسة وثلاثون شكلا من كتاب «الأصول »
لأقليدس، وقد رتّبها ترتيبا مغايرا و «نهج فيها منهجا خفيفا وسلك مسلكا لطيفا »
على حدّ تعبيره. وأمّا موسى قاضي زاده الرومي المتوفّى سنة 931 ه/ 1525 م فقد
كان عالما بالرياضيات والفلك والحكمة، وهو الذي شرح هذا الكتاب جملة جملة
مبديا رأيه أحيانا في بعض المسائل. من ذلك مثلا أنّ نصير الدين الطوسي –
المتوفّى سنة 672 ه/ 1274 م والذي يعدّ من أعظم الرياضيّين في الإسلام – انتقد في
رسائله الهندسيّة مصادرات أقليدس، وخاصّة المصادرة الخامسة منها. في هذه المسألة
أبدى الشارح رأيه قائلا : «وأمّا ما وقفنا بمطالعته في بيان هذه المسألة من كلام
نصير الدين... فهو بريء من الفساد .»
وأمّا الدكتور محمّد سويسي فقد تولّى تحقيق هذا الكتاب والتعريف بمؤلفه
وشارحه وضبط مراجعه وتذييله بفهرس للمصطلحات الواردة فيه مترجمة إلى
الفرنسية وبفهرس للأعلام.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات