إن تاريخ العالم العربي الحديث و المعاصر مرتبط أشد الإرتباط بتاريخ أوروبا الغربية ثم الولايات المتحدة الأمريكية .و قد لعبت العوامل الخارجية في هذه الفترة بالذات دورا لا يستهان به في سيرورة المجتمعات العربية مادام مصير العرب أصبح حينئذ يقرر في عواصم القوى العظمى وفقا لما تقتضيه مصالحها و ذلك منذ إختلال موازين القوى بين الغرب و الشرق الذي إنطلق مع النهضة الأوروبية في القرن السادس عشر و إستفحل في القرنين التاسع عشر و العشرين إثر الثورة الصناعية التي عرفتها أوروبا الغربية ثم الولايات المتحدة الأمريكية إذ شعرت عندئذ القوى العظمى و خصوصا بريطانيا العظمى و فرنسا بحاجة ملحة إلى أسواق لترويج بضائعها المصنعة المتراكمة و إلى مجالات لإستثمار أموالها الفائضة و ذلك من جراء الأزمة الإقتصادية التي واجهتها هاتان الدولتان و التي تعود إلى ضيق السوق الداخلية و إغلاق الأسواق الأوروبية .و كان لا بد لإيجاد حل لها و إنقاذ إقتصادها من الإفلاس من البحث عن الأسواق في القارات الأخرى.فوجدت ضالتها في القارتين الإفريقية و الآسيوية و بالتالي في العالم العربي حيث وقع إحتلال الجزائر ثم تونس و مصر و المغرب الأقصى.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات