من أوجه طرافة هذا العمل أنّ صاحبه بيّن للقارئ علاقة المسيحية الثّاوية في القرآن بالمسيحية المطروحة في الحديث فأجاب بذلك عن سؤال نراه مهما و خطرا في آن هو: ماذا أضاف الحديث النبوي إلى القرآن في مسألة المسيحية؟ هل أعاد الحديث النّبوي ما ذكره النص القرآني أو هو أغنى هذا النّص بعناصر جديدة لم تكن موجودة فيه؟
و قد انتبه الباحث كذلك إلى فكرة مهمّة تتمثّل في تأثّر الأحاديث بالرّواة، ذلك أنّ المعاني المحمولة فيها تتجاوز عهد محمّد و صحابته لتُحيل على معان و أحداث لاحقة. فجاءت متأثّرة بروح عصر التدوين أكثر من تأثّرها بروح العصر الذي تروم الحديث عنه.
إنّ مثل هذه الفكرة تجعل قارئ الأحاديث يُعيد النّظر فيها محتكما في قراءته لها إلى ما جاء في مُتونها من مضامين و ليس إلى آلية السّند التي عوّل عليها القدامى فأوقعتهم في الكثير من الهفوات المعرفيّة و التّاريخيّة.
أ.د حمادي المسعودي
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات