فمن المعلوم ان الجامع الصحيح للبخاري هو اول مؤلف صنف في الصحيح ثم تلاه المسند الصحيح للامام مسلم صاحب البخاري وتلميذه وقد حظي هذان الكتابان بمكانة سامية عند جمهور العلماء على مر العصور الى زماننا فهما اصح كتابين بعد القران الكريم واكثر مؤلفات السنة المشرفة شهرة. ويكفي الباحث عزو الحديث اليهما دون الحاجة الى بيان درجة الحديث لان العلماء شهدوا لما فيهما من احاديث مسندة بالصحة حتى الاحاديث التي تكلم فيها كما شهدوا أيضا بان الشيخين وضعا قيودا رصينة وضوابط دقيقة لتمييز صحيح الحديث من سقيمه. لذلك اعتبر البعض الحكم على احاديث الصحيحين جهلا بعلم الحديث.
وبما ان المعايير التي وضعها الشيخان تمتاز بالدقة والاحتياط الشديد فقد اتفقت كلمة المحدثين على ان اعلى درجات الصحيح ما اتفق عليه البخاري ومسلم ثم ما انفرد به البخاري ثم ما انفرد به مسلم... وهذه المكانة السامية التي حظي بها الصحيحان دفعتني الى دراستهما والبحث فيهما والتعريف بهما في كتابي هذا.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات