لقد أولى النقاد العرب أهمية كبيرة للوصف في الشعر العربي إذا احتل مساحات واسعة في القصيدةى العربية القديمة,حتى إن بعضهم أرجع معظم نظم العرب إليه فجعل الشعر قائما على الوصف و دائرا حوله. و يعد هذا الحكم معيارا في غاية الخطورة إذ يضبط حدا مفهوميا للشعر يمكن أن نعده ثوريا بالنسبة للنقاد العرب القدامى منهم و المحدثين على حد السواء.و بهذا نتبين مرتبة الوصف و منزلته في الشعر العربي و نقده و نستمد بناء على ذلك شرعية البحث في الوصف وفق أسس علمية تستقرئ في الباب الأول المدونة النقدية لتستجلي حظ المسألة من الدرس,ثم تستقرئ في مرحلة ثانية المدونة النصية الشعرية العربية القديمة لنتبين خصائص الوصف عند أربعة شعراء اعتبرناهم نماذج لشعراء الوصف في القرن الثاني الهجري و هم:الفرزدق و ذو الرمة و أبو نواس و بشار بن برد و قد حاولنا أن نستجلي في وصف كل واحد منهم جوانب مختلفة في كل مرة تبرز سمات الوصف العربي في تلك الفترة دون الوقوع في التكرار او الإعادة العقيمة.و قد استندنا في كل مرحلة وفصل من هذا الكتاب إلى خصائص المدونة الشعرية و ما فيها من سمات تفردها عن غيرها.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات