تطرح نصوص نزار شقرون في منجزه الجديد(هواء منع الحمل )إشكالية جمالية و تقنية تعيد إلى الذاكرة صلة الشعر بالحياة ,و هل الشعر من أجل الشعر؟!و من اللافت أن متون نزار شقرون تنحاز إلى الشق الأول من هذه الإشكالية,ليطرح بين يدي القارئ ثمار تجربة واعية سعت إلى تحويل النص إلى مرايا صقيلة تعكس الواقع بحرفياته لتهتك معه الأغلفة التي يتشبث بها الشعر من ترميز و صور شعرية و زركشة إيقاعية و لفظية لنكون وجها لوجه مع نص يشبه حياتنا اليومية,نص يسلط الضوء على دهاليز العتمة التي تحاصرنا بعد النزول من منصة الضوء,نص ينقل بصدق ثرثراتنا و أحاديثنا و وجوه العتمة المتربضة بأحلامنا,لذا فإن نزار شقرون في (هواء منع الحمل) يجعلك إزاء حفنة من التساؤلات المريرة التي تطال السياسي و الإجتماعي و الثقافي,فقد تعكس المتون بأسلوب تراجيكوميدي الأجواء الكابوسية للأفق الدونكيشوتي العربي.تأمل مثلا النص الموسوم ب(تقبيل الرغوة) و تحديدا الآتي المخبرون تمسكوا برجائهم الصالح سجلوا كل الجمل حتى ذيلها لكن شباك تقاريرهم خلت من رأس الحوت و مثل هذا ينسحب على النص الموسوم ب(كرة سوداء في ملعب أبيض) حيث يشير نزار إلى موطن الجرح الثقافي:منذ قرون نحفر البئر تلو البئر