أليست قرطاج «تلك التي حافظت على التوازن بين الشمال والجنوب والشرق
والغرب » موطن المقاومة التاريخيّ الأجدر والأنسب لتمجيد أعمال «إدوار قليسان »
ومساءلتها، خاصّة بعد أن تجلّت قدرتها على زحزحة الهيمنات الثّقافيّة المنغلقة على
هويّاتها؟
جمعت هذه الندوة حوالي عشرين مشاركا من نقّاد ومتخصّصين في الشّعريّة
وفلاسفة وألسنيّين، أتوا من بلدان مختلفة، فأتاحت لهم فرصة مقارنة قراءاتهم
لأعمال «قليسان »، وهي متعدّدة الجوانب، قائمة على شعريّة العلاقة. هذه الشعريّة
امتحنت بكتابات «قليسان » نفسه على اختلاف فنونها وأجناسها )من بحوث ودواوين
شعرية وروايات ومسرحيّات( كما امتحنت ببعض الدّراسات المقارنة لما أبدعته
الفرنكوفونية المغاربية والشرق أوسطية من أشكال تعبيريّة متشعّبة.
لقد أحاطت «بإدوار قليسان » ثلة من الكتّاب المشهورين )بورير، شاموازو، عبد
الوهاب المدّب، أوستر، صلاح ستيتيه( وكلّهم من أصدقائه الخبيرين بأعماله. أمّا
رئيس بيت الحكمة الأستاذ عبد الوهّاب بوحديبة، فقد اعتبر أنّ «قليسان فرض نفسه
بجمال عبارته وشجاعته الفكريّة ووضوح رؤيته النّادرة في عالم تقود فيه إرادة القوّة
الوهميّة دولا كثيرة إلى اعتبار العالم ملكا من أملاكها الخاصّة .»
ومن جهة أخرى، سمح التّعاون التّونسي الفرنسي بنشر هذا الكتاب وبإرساء علاقات
تبادل بين المتوسّط وجزر المحيط الأطلسي.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات