إن فرضيّة عملي حول اشتقاق ممكن للدّلالات على صعيد المفهوم، بعد أن وضعت اقتناعي موضع التنفيذ، تجد لها دفعا و سندا في مظهر بالغ الدلالة للنّطق بالفعل بوصفه فعلا، أعني استعماله سواء في صيغة المبني للمعلوم ــــ الاعتراف بشيءٍ مّا، بموضوعاتٍ، بأشخاصٍ، ذاتٍ،غيرٍ، هذا و ذاك ـــ ، أو في صيغة المبني للمجهول ـــ أن يُعترف بي، أن أطلب أن يُعترف بي. فرضيّتي مفادها أنّ الاستعمالات الفلسفيّة المحتملة لفعل "اعترف" بالإمكان ترتيبها بحسب مسلكٍ ينطلق من الاستعمال في صيغة المبني للمعلوم إلى الاستعمال في صيغة المبني للمجهول. و لا يبعُد أن يكون هذا الانقلاب على الصّعيد النّحويّ أقرب أن يحمل أثر انقلاب له نفس المدى على الصّعيد الفلسفيّ. فالاعتراف بوصفه عملا إنّما يعبّر عن ادّعاء، عن مطالبة بممارسة السّيادة العقليّة على حقل الدّلالات و التّقريرات الدّلالية. أمّا في الطرف المقابل من المسار فإنّ مطلب الاعتراف يعبّر عن انتظار يمكن الإيفاء به فقط بوصفه اعترافا متبادلا سواء بقي على حال الحلم الذي لا يمكن تحقيقه أو اقتضى إجراأتٍ و مؤسّسات من شأنها أن تنقل الاعتراف إلى الصّعيد السّياسي.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات