ربما يتساءل البعض لماذا لا تتفق الصورة التي رسمناها للنمو الطبيعي للمدينة مع جل الدراسات التي خصصت للمدينة في الحضارة الاإسلامية التي تجعل المسجد محور المدينة الذي يدور حوله أطراف باقي مكوناتها؟ يحيلنا هذا السؤال إلى جانب آخر من التحضر و هو المدينة التي تبني بقرار سياسي.و هو الشكل الثاني لبروز المدينة.و ذلك عندما تشيد الحواضر لهدف آخر و لأسباب أخرى أي عندما لا تكون ثمرة لوفرة إنتاج حصلت في المجال الفلاحي المحيط بها و إنما تنتج عن قرار سياسي و قد عرف هذا قديما عندما كان المستحوذ حديثا على السلطة يفضل الامتياز بعاصمته التي يبنيها على الشكل الذي يلبي هدفه سواء كان التباهي,مثل القاهرة المعزية ,أو المزيد من التحصن ,مثل مراكش التي شيدها يوسف ابن تشفين زعيم المرابطين عندما أحس أنه قادر على بناء عاصمة له.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات