إنّ الدراسة التي نعتزم القيام بها تتعلّق بالفكر التونسيّ في فترة ما قبل الحماية، و هي مسألة بكر إذ لم تعالج بصفة جامعة شاملة. و من هاهنا نستطيع أن نفهم غياب الصرامة العلميّة و انعدام الدقّة و عدم اكتمال الجوس و النظر، و نفهم أسباب النواقص و الثغرات الكبرى. فالقضايا الاقتصاديّة و الاجتماعيّة لم تباشر(في الدراسات السّابقة) بصفة معمّقة، بل وقعت معالجتها على هامش المسائل الثقافيّة و الإيديولوجيّة، أضف إلى ذلك أنّ عديد المفاهيم السياسيّة ــــ الاجتماعيّة تظلّ في حاجة إلى إعادة نظر و تحليل، و بعبارة موجزة، فإنّ غاية هذا العمل، بالإضافة إلى ما يمكن أن تكون له من فائدة، لا تعدو، في الدّرجة الثانية، الرغبة في تسليط الأضواء على أحد جوانب تاريخ تونس الحديث و أوجهه، و ذلك بتخليص ما بدا إلى الآن محرّفا من شوائب التحريف و التزييف. و هو عمل يتعيّن علينا تعميقه و تدقيق بعض جوانبه بأعمال و بحوث لاحقة.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات