هذا نصّ محاضرة ألقاها، في نطاق «منابر بيت الحكمة »، الشّيخ حميدو كان
باللّغة الفرنسيّة. ولد هذا الروائيّ الكبير في السنغال وتجذّر منذ الصغر في هويّته
الثّقافيّة الزنجيّة الإفريقيّة والإسلاميّة، قبل أن يتشبّع بالثّقافة الغربيّة. تلقّى تكوينا
فلسفيّا وقانونيّا واقتصاديّا. وأصدر سنة 1961 روايته الأولى «المغامرة الملتبسة »
التي لقيت نجاحا كبيرا. ثمّ أصدر سنة 1996 روايته الثانية «حرّاس المعبد » التي
نالت جائزة رشيد ميموني.
وإلى جانب أعماله الأدبيّة، تقلّد الشيخ حميدو كان مناصب وزاريّة عديدة ووظائف
سامية في منظمات أمميّة مثل اليونيساف والمنظمة غير الحكوميّة «إندا العالم
الثالث .»
وتناولت المحاضرة موضوع : «دور الوساطة ومداها في المجتمعات الإفريقية
وتلاؤمها مع السياق الراهن ». وطرح في هذا المضمار السؤال التالي : لماذا ينبغي
على النخب الحاكمة في إفريقيا الحديثة الاهتمام بهذه الوساطة في نطاق سياسة
التشييد والتعصير؟ وأتت الإجابة في قالب براهين وحجج مقنعة ترتكز على أهمّية
الحوار في الثقافة التقليديّة الإفريقيّة المعزّزة بخبرة حكماء أمثال الشيخ أنتا ديوب
أو مناضلين أمثال نلسن مانديلا أو أباطرة أمثال سونجاتا كايتا.
وإزاء ما تعانيه إفريقيا من حروب أهليّة وعرقيّة وما يتبعها من دمار وخراب، يردّد
الشّيخ حميدو كان مثلا شعبيّا في قالب تساؤل : «هل يمكن أن توجد رياح مواتية
لمن لم يعد يعرف من أين جاء؟ »
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات