وهذه المسرحية تلخص كيفية ارتقاء شخص مغمور الى سدة الحكم، دون ان تكون له اي علاقة بالبيت الحفصي. و كان هذا الرجل بمقاييس ذلك الزمان ينتمي الى العامة والسواد، ويدعى احمد بن مرزوق المسيلي. ولم يكن يجمعه بالحفصيين سوى الشبه الذي كان بينه و بين واحد من ابناء السلطان السابق، هو الفضل بن يحيى الواثق. وبمساعدة من احد موالي القصر الفتى نصير، تمكن من الانتصاب سلطانا لمدة سنة ونصف، حتى وصف فيما بعد بالدعي الحفصي. وقد جرت هذه الاحداث التاريخية في اواخر القرن السابع الهجري بافريقية الحفصية، ابتداء من شهر محرم سنة 681 للهجرة الى شهر جمادى الأولى سنة 683 للهجرة وسجل فيها صعود الدعي صعودا صاعقا ثم انحداره انحدارا مدويا. وكان خبره على حد قول ابن خلدون. من المثلات "ولعل في المسرحية ما يوحي بان لعبة الحكم قد تكون احيانا من العبث والسهولة بحيث تخرج عن القوانين المعتادة، وتنقلب فيها المعايير رأسا على عقب.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات