تهدف هذه الدراسة إلى إبراز تطوّر العناصر المعماريّة والإنشائيّة التي تتكوّن منها العمارة الإسلامية في بنزرت، وخاصّة البناءات الدفاعيّة، في أوائل الفتح الإسلامي لإفريقيّة، مع تحليل لأهمّ ما احتوت عليه المدينة العتيقة من آثار. ولهذا الغرض، تناول المؤلّف بالوصف والتحليل المعماريّ كلّ مبنى على حدة، لإبراز وظيفته والعناصر الهندسيّة والإنشائية المكوّنة له. ودعّم هذا التحليل بالعديد من الأمثلة الهندسيّة والمقاطع البيانيّة والصور الفوتوغرافية، حتّى يتسنّى فهم التصميمات الداخلية للمباني وواجهاتها بأهمّ تفاصيلها الأثريّة والزخرفيّة. في القسم الأوّل من الكتاب، درس المؤلّف أسوار مدينة بنزرت والقصبة والقصيبة والحصن الإسباني )أو الحصن الأندلسيّ(. وفي القسم الثّاني، تعرّض إلى المعالم المفقودة بسبب الأشغال الكبرى التي أنجزتها سلطات الحماية عند إحداث مدينة بنزرت الجديدة. ومن هذه المعالم المميّزة : حصين سيدي سالم، وأبواب المدينة العتيقة وجسر باب تونس وجسر الصقالة. وخلص المؤلّف إلى إبراز أهميّة ميناء بنزرت الإستراتيجية وكذلك أهميّة التراث المعماري الإسلامي، حاثّا على فهم قيمه ومفاهيمه ومعاييره وعلى الابتعاد عن تطبيق النظريّات الأجنبيّة في إنتاجنا المعماري.