انتظمت ب «بيت الحكمة » أيّام الخطّ العربيّ بمشاركة فعّالة من مركز الأبحاث
للتاريخ والفنون والثّقافة الإسلاميّة بإستانبول، وبمساهمة عدد كبير من الباحثين
المتميّزين والخطّاطين من تونس وتركيا والجزائر وسوريا والعراق وموريتانيا،
وبدعم من عدّة أطراف وجهات وطنية ومنظّمات إسلاميّة معنيّة بالثقافة.
لقد كانت أيّاما بهيجة استقطبت اهتمام الكثيرين من أحبّاء هذا الفنّ الأصيل، من
تلامذة وطلبة وأساتذة ومجموعة هامّة من الفنانين الخطاطين، هواة ومحترفين.
وأجمعت المداخلات على أنّ الحَرْف العربي يمثل في مجمل تراثنا الحضاري ما
لم يستطع أيّ حرف آخر أن يمثله في أيّة حضارة أخرى، إذ استطاع أن يعبّر خلال
تعدّد أنماطه وأساليب جماليته عن دلالات وأبعاد روحيّة سامية، ساعدت أُمّةَ الإسلام
مشرقا ومغربا على ترسيخ إيمانها والحفاظ على هويتها والدفاع عن كيانها، وإن
بالقلم وحده أحيانا.
وحذّر بعض المتدخّلين من تقانات الطباعة الحديثة التي قد تكون سببا في إزاحة
الخط العربي وجعله مجرّد تحفة فنيّة، لا تُشَاهَدُ إلاّ في بعض المتاحف الخاصّة من
طرف قلّة من الفنّانين المختصّين ومن الباحثين المحترفين ومن المولعين بالفنون
الجميلة.
والملاحظ أنّ الفنّانين التشكيليّين )مثل نجا المهداوي في تونس، وغيره كثيرون(
أضفوا دلالات جماليّة متنوعة على الخط العربي الذي سيظل يحظى باحتفاء متواصل
مشرقا ومغربا، ولاشك أنه سيحافظ على حيويّته وقدرته على التجدّد المستمرّ.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات