ارتبطت مسيرة الفنّان الأستاذ الدّكتور صالح المهدي بالمعهد الرّشيدي للموسيقى
العربيّة بتونس، إذ واكبه تلميذا فأستاذا، ثمّ مديرا وأخيرا رئيسا. ويعتبر كتابه
هذا أوّل دراسة لإيقاعات الموسيقى العربيّة التقليديّة المتداولة حاليّا بجميع الأقطار
العربيّة، معزّزة بشواهد من التراث العربيّ ومقارنة بما قدّم في المؤتمر الأوّل
للموسيقى العربية المنعقد بالقاهرة سنة 1932 ، وبما تناولته الكتب القديمة للحضارة
الإسلاميّة مثل كتب الكندي والفارابي وابن سينا والأرموي، وكذلك بإيقاع الشعر
العربيّ حسب المنهج الخليليّ وبأشهر إيقاعات الموسيقى التركيّة.
كما يشتمل هذا الكتاب على دراسة ضافية لمختلف أشكال الموسيقى العربيّة،
مع نماذج منها سواء من التراث )الغناء الصحراوي والحوزي بالجزائر، والبرواله
المغربية، والدور بمصر، والمقام بالعراق والعروبي بتونس، الخ...( أو من الحديث
المنسوج عليه )الإيقاعات المتداولة حاليّا في الجزيرة العربيّة والعراق والمغرب
والجزائر والجماهيريّة العربية اللّيبيّة وتونس...(
ويحتوي الكتاب أيضا على صور للفرق التقليديّة )مثل فرقة أم كلثوم أو الشيخ
محمد غانم بتونس أو فرقة الشّيخ العربي بن صاري في الجزائر أو المطرب محمّد
القبّاني بالعراق، الخ...(. ولاشكّ أنّ القارئ العربي المعتزّ بهويته سيجد في هذا
الكتاب ما يزيده تعلّقا بتراثه الموسيقيّ الأصيل.
Pas de commentaires - لا توجد تعليقات